لأن لا مرسم لدي ..
و ألواني نفذت ..
ويدي بترت ..
وعيناي لم تعد ترى ..
والرسم أمنية غالية الثمن ..
وفقيرة أنا بكل شيء ..
ولا شيء يشبه أمانيا المجنونة ..
و قطارات الموت السريعة لا تمر من هنا ..
فقط ترسل أشباحها
تخطف الأروح ..
وتبقي الأجساد خاوية ..
وتعلم الدرس مرتين يوجع
كما أوجاع الطفولة
و استلاب الحياة شيء مخزي
من أطفال لم يبلغوا الحلم بعد ..
نحرمهم أحلامهم الخاصة
أن يكونوا كيفما أرادوا ..
نجبرهم أن يعيشوا أوجاعنا ..
ويتعذبوا عذاباتنا ..
نسلبهم حقهم في الاختيار ..
نعذبهم بنا ..
نقيدهم بنا ..
ونتركهم وسط نارنا ..
تحرقهم .. تذيب حبات قلوبهم
وننسل نحن منها ..
العابهم .. لم تمس ..
بل لم تُشرى ..
أعمارهم انتهت قبل أن تبدأ
يظل حلم اللعبة في مخيلتهم ..
ويظلوا صغارا ..
رغم ضخامة أجسادهم ..
ولم يعيشوا رغم هرم سنينهم ..
قطعوا ما قطعوا .. منا
بعدوا ما بعدوا .. عنا
يظل حبلنا / قيودنا لهم يشدهم ..
يغلف أصابع أطرافهم ..
يلجم السنتهم ..
ودائما سنخذلهم ..
دائما .. سنتركهم يصارعون وحدهم ..
دون سلاح ..
لاننا تخلينا عن دورنا و وهبناه لهم ..
لم نكبر كفاية ليكبروا
لم ننضج كفاية لينضجوا
نعلمهم فن الخطوات وفن الحياة
انشغلنا بنا
فلم نهبهم ما يفترض بنا وهبه لهم ..
لم نمنحهم الفرصة ليعيشوا
طفولتهم الخاصة ..
تفاهات حيواتهم الخاصة ..
مشكلاتهم وأوجاعهم الخاصة ..
رسمنا لهم خطاً مستقيما
وحكمنا عليهم حكما لم ننفذه علينا
واجبرناهم ان يسيروا وفقه ولا يحيدوا عنه
لم نمنحهم فرصة أن يخطئوا ليُصيبوا
لم نعلمهم ما معنى حياة
لم نتعلم معانيها لنعلمها لهم
ظللنا حبيسي قوقعتنا وسجناهم معنا
ونسينا انها حياتهم لا حياتنا لنجيرها لنا
اللوحات لا تكتمل ..
و الحفلة قاربت على الانتهاء ..
و العمر ينتهي
واللوحة تظل معطلة ..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق