الأربعاء، 6 يونيو 2012

إلى زياد


ها أنا انتحر بطريقة أخرى ..
ربما هذه أسوء عبارة من الممكن بدء رسالة بها
خاصة لشخص مثل زياد ..
خليطٌ من التصميم و الإرادة .. و مثابرة المقاومة حتى آخر رمق ..

لما زياد بالذات
ربما لانه الاسم الوحيد الذي لا اجرؤ على الصراخ في وجهه
الاكثر قربا وبعدا في ذات الوقت ..
الأحب .. الأبغض ..
ربما لأنه الأحن بطريقة تغيض ..
أو ..
ربما لان بي شيء من الكراهية السرية للشكوى اليه ..
الحرج الأكبر .. عند تماس الحديث ..
بشكل مكشوف جدا

تتساقط مني معظم الحروف ..
تمر كوميض البرق الذاهل ..
تمر الذكريات أكثر كلما اقتربت منك أكثر ..
أجثو عند بوابة منزلنا القديم مازلت ..
متسمرة هناك منذ الأزل ..
لم أجرؤ يوما .. على نسيان تلك اللحظة ..
هي فقط .. تتوارى .. خلف قناع الا مبالاة ..
ثم تقفز فجأة ..
كأنها الآن ..
لما الماضي ..
لما ليس الغد ..
ولما ليس الآن ؟؟
هذا هو السبب بالذات ..
لأنني لم أغادر تلك العتبة قط ..
مازلت مقعرة الفاه ..
مشدوة هناك ..
من أول وساوس العمر ..
أول النبؤات الشيطانية الأكثر قساوة .. وبشاعة ..
و / صدقاً ........
أهو الحدس .. أم شيئاً آخر ..
ذكاء يتنكر بخباثة ..
أو ربما خبث متنكرا بزي ذكاء ..
لا أعلم .. بتُ لا أميز بينهما ..
لشدة تداخلهما ...
ولا فرق عندي فكلاهما يعني الآخر ..
وكلاهما لا يفترقان .. لدي ..
مع اتقان تصنع البلاهة

و في لحظات الأكثر صفاء ..
لا أظنه إلا مجرد أمنية طفلة عاجزة ..

لما يكون الاطفال الأكثر ذكاء ..
هم الاكثر عرضة للاذى
كم أحسد الاغبياء ..
الاكثر راحة .. وقدرة على المضي وسط غصات الكون ..
وخذلان .. خائنة الأعين ..

أوتدري يازياد ..
تلك الليلة ل حديثنا ..
كنت أنا / كانت نفسي أكثر النفوس توقا لأن اشتم ..
و أصرخ .. و أبكي ...
أنا أكيدة لو أنني تركت لنفسي العنان ..
لاخرجت ماتجمع من صرخات العمر بليلة واحدة ..
لكني خفت أن أجرحك ..
ولو فعلت ... لجرحتك جدا ..
جدا ..

توقفت لانني اعلم
كم عانيت / وتعاني لتتماسك

أما صراخي .. فيجد طريقة هنا بشكل ما ..
ربما .. متنكرا نعم ..
لكنه .. يتسرب ..أو يتسرب ما تعاظم منه ..
ويبقي لي دبيباً يشبه إلى حدٍ بعيد دبيب النمل ..
يوجعك .. دون أن تصرخ

سرت احسن كبت صراخي ..
تضحكني العبارة بمرارة ..
هل سرت أحسن .. ضبط صراخي
أم لم أعد أحسن الصراخ أصلا ؟ !!

يذكرني هذا الحديث بأول عويل استوطن حنجرتي ..
مشهد لا يتكرر كثيرا ..
قد لا نصادفة حتى مرة واحدة في العمر ..
لكنه تكرر مرارا بمدار أيام عمري
أتأمله فيذهلني كم القوة التي يملكها الغضب فينا ..
حملت أبنة العاشرة برميل الماء الأزرق الكبير
البالغ الثقل .. بالنسبة لضئآلة جسدها العليل  ..
/ ربما اقتبست تلك اللحظة من مصارعي التلفزيون ..
لا أتذكر ..
ورمت به بعيداً نحو طفل آخر لا يتعداها كثيرا في العمر ..
ولا العجز ..
ثم تكومت على الأرض أربع ساعات متواصلة وهي
وحيدة ...
وعاجزة ..
يستوطنها شعوراً قاهراً بالذنب ..
تعوي كذئب جريح ..
هي أيضا .. جريحة ..
جريحة بعارعتبة الباب .. الذي هُتك توا ..
وجريحة بعجز الطفولة الممهد لسفك الكرامة
و الشرف ..
و الكبرياء ..
لمن لا يرون فرقا بين نذالة الاستغلال ..
وذل عجز الطفولة ..
والعوز

يتعبني هذا الحديث ..
يتعبني جدا ..
لكني مازلت مقيدة عند العتبة ..
ومازالت مدية القطع بعيدة من يدي
والقيد يدميني
يدميني جدا
جدا

و انت لن تفهم كل ذلك
لانك الاقوى  .. الأقوى جدا ..
ولا احسن رؤيتك الا كذلك
شكوى هذا الجرح اليك نوعا من >>>>>>>>>>
 أعرف ..
لذا تظل الكتابة هنا .. هي ملاذ الكلمات ..
ملاذ هذه الشكوى .. المبحوحة بالصمت ..






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق